كشفت أربع منظمات تابعة للأمم المتحدة عن أرقام كارثية توثق تداعيات الحرب المستمرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023، مؤكدة أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبحسب التقرير، دفعت الحرب أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، وأجبرت أكثر من 16 مليون شخص على النزوح، بينهم 4 ملايين لاجئ فروا إلى دول الجوار.
قُدّر عدد القتلى بنحو 40 ألفًا وفق منظمة الصحة العالمية، فيما تشير مصادر مستقلة إلى أرقام أعلى، بينها 60 ألفًا في الخرطوم فقط، و150 ألفًا وفق تقديرات أمريكية غير رسمية. كما اتهمت المنظمات طرفي النزاع بارتكاب تطهير عرقي، وعنف جنسي، وجرائم ضد الأطفال.
أفاد التقرير بأن 15.9 مليون طفل حُرموا من التعليم، بينهم 9 ملايين أُجبروا على ترك الدراسة، و6 ملايين لم يتمكنوا من الالتحاق بها.
كما تضرر القطاع الصحي بشدة مع دمار 124 منشأة طبية، وانهيار الرعاية الأولية، مما عرض أكثر من 3 ملايين طفل لأمراض معدية. ويواجه السودان تفشيًا خطيرًا لأمراض مثل الكوليرا، الحصبة، والملاريا، في ظل نقص التحصين.
وأُصيبت 64 منشأة كهرباء ومياه بدمار واسع، ما تسبب في حرمان 70% من السكان من الخدمات الأساسية، إضافة إلى دمار الأراضي الزراعية. كما تضررت 180 دار عبادة، وتعرضت 10 مواقع ثقافية، بينها المتحف الوطني، لهجمات مباشرة.
ورغم محاولات السلام المتكررة، لا تزال الحرب مستمرة وتتوسع، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور قيمة العملة وتراجع الأمن الغذائي لما يقرب من 26.6 مليون شخص.