أدلى أعضاء خلية التجسس الذين وقعوا في أيدي جهاز الاستخبارات التابع للقوات المشتركة، بعد عملية رصد وتعقب استمرت لفترة، باعترافات حول استقطابهم وتجنيدهم من قبل مليشيا الحوثي للعمل من المناطق المحررة في الساحل الغربي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق الآمنة.والأعضاء المنخرطين في الخلية والذين كشف عنهم الإعلام العسكري، عددهم ثلاثة أشخاص اثنين منهم من مديرية التحيتا والآخر من مديرية الخوخة، حيث وأنهم جميع قد أقروا بالعمل لصالح المليشيا الحوثية بما يمس بأمن واستقرار وحياة المواطنين ويستهدف تحركات القوات المشتركة ووحداتها العسكرية.ووزع الإعلام العسكري مشاهد مصورة لاعترافات الأعضاء الثلاثة، أولهم المدعو بدري منصور مرزوقي، وهو من حارة يعقوب في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وكان يعمل في ورشة لحام في التيحتا قبل أن ينقل عمله للخوخة ليكون الغطاء الذي يتدثر به لتنفيذ المهمة الاستخباراتية التي كُلف بها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.وأقر المدعو بدري مرزوقي أنه بدأ العمل لصالح المليشيا الحوثية قبل عامين عندما احتجزه الحوثيين وهو في طريقه الى مديرية زبيد، قبل أن يتم الإفراج عنه بضمانة مشرف حوثي من أبناء التحيتا اسمه "سالم جمّال" ويُكنى (ابو خالد)، وقد تم الإفراج عنه مقابل موافقته على العمل لصالح المليشيا في مهمة استخباراتية سرّية.وشرح عضو الخلية الاستخباراتية، أن أول عمل له كان نقل معلومات عن انتشار قوات اللواء 12 عمالقة، وبعد ذلك طُلب منه جمع معلومات عن اللواء 9 عمالقة، وقد وافى المليشيا الحوثية بكل ما طُلب منه وما تمكن من الوصول إليه، ثم بعد فترة عاد إلى زبيد عن طريق منطقة المغرس، لكنه أوقف في المغرس من قبل المليشيا، وعند التأكد من هويته ومهامه أُفرج عنه وذللت أمامه الصعاب للتنقل بسهولة بين المناطق المحررة ومناطق الحوثيين باعتباره عضوًا سريًا يعمل في خدمة مليشيا إيران.وقال الخائن مرزوقي، إن تواصله كان دائما مع المدعو عزام (أبو خالد)، بعد ذلك انتقل تواصله مع شخص آخر يدعا نصر، وكان يُطلع نصر على تحركات القوات المشتركة باستمرار، كما كان ينقل أسماء وأرقام القيادات العسكرية ويرسلها الى المدعو نصر.وجاء ضمن اعترافات عضو الخلية الأول، قوله إنه لم يتسلم أي مبالغ لقاء عمالته للمليشيا، وكل عمل الخيانة الذي رضي به كان مقابل تسهيلات للانتقال الى زبيد الخاضعة لسيطرة المليشيا دون عوائق على حد زعمه.أما العضو الثاني في خلية التجسس المحبطة أعمالها ومخططاتها من قبل الأعين الساهرة، فيدعا نبيل حسن سعيد جمّال، وهو كذلك من أبناء مديرية التحيتا، تحديدًا من حارة "بني جمّال"، وهذا هو الآخر التحق بالمليشيا الحوثية عضوا استخباراتيا قبل زهاء عامين وفق ما جاء في اعترافاته.وأفصح الخائن الثاني أنه ارتبط في مهامه القذرة مع مشرف حوثي آخر يدعا "عبدالله عُطيفي"، وكان يتقاضى مبلغ 50 ألف ريال يمني من حين لآخر لقاء عمله في تتبع تحركات القوات المشتركة ومناطق انتشارها وتمركزها وخطوط الإمداد والتعزيز والثكنات الحربية للوحدات القتالية.ويذكر جمّال، أنه ارتبط بعد ذلك بمشرف حوثي آخر يدعا محمد ابراهيم ويُكنى باسم حركي (ابو اسحاق)، حيث كان الأول يوافي الأخير بالمعلومات أولا بأول وفق ما طُلب منه، وبعدها طُلب جمّال للحضور إلى محافظة إب من قبل ابو اسحاق، إذ التقيا الاثنان في فندق قريب من جولة العدين لتعليم جمّال كيفية رصد الاحداثيات وإرسالها، ومن أجل ذلك تم تزويده بهاتف ذكي لرصد الاحداثيات، ومبلغ 20 الف ريال قيمة مواصلات العودة إلى المناطق المحررة للعمل منها.وإلى جانب هذه المهمة، كان نبيل جمال يوافي المليشيا الحوثية بتقارير حول نتائج عمليات القصف وانفجارات العبوات الناسفة التي تقف وراءها المليشيا، مُقرًا بالعديد من الهجمات الإجرامية التي استهدفت المدنيين، خاصة بالعبوات الناسفة التي ترصدت تنقلات الأبرياء في الطرق الرملية البديلة.وقبل سبعة أشهر من الإيقاع به والقبض عليه، يروي جمّال أنه انتقل الى منطقة "السويّق" والتقى بمشرف آخر يدعا ابو بدر، والذي طلب منه جمع معلومات عن مواقع القوات المشتركة مقابل مبلغ مالي قدره 20 الف ريال، فوافق على ذلك وعاد للمهمة، وقبل شهر من القبض عليه التقى المدعو (أبو إسحاق) في فندق "السيّد" في مديرية الجراحي، وقد حثه أبو إسحاق على مواصلة عمليات الرصد، في الوقت الذي كان المشرف الحوثي الآخر أبو بدر يطلب من جمّال التقصي عن عنصرين حوثيين مهمين فقدوا في الفازة خلال محاولة تسلل وكانت المليشا لا تعرف أي معلومات عن اختفائهم.
وكان المدعو جمّال يوثق باستمرار أسماء أبناء مديريته الذين يعملون لدى القوات المشتركة وكذا رصد أسماء اعضاء المجلس المحلي في التحيتا وتعقب أنشطتهم ومهامهم، ومقابل ذلك كان يتلقى مبالغ مالية باستمرار من المشرفين وحوالات مستمرة كذلك من المشرف المدعو ابو ابراهيم.والعضو الأخير في الخلية هو المدعو ياسر سعيد حسين منوبي، وهو من مديرية الخوخة؛ وبحسب اعترافاته فقد بدأ العمل لصالح مليشيا الحوثي منذ عام ونصف، ولديه أخوين يدعيان شهاب ويوسف لا زالوا مجندين لدى المليشيا الحوثية.وجاء في اعترافات منوبي، أنه كان يتواصل مع مشرف حوثي يدعا (ابو علي)؛ ولأن عمله كان في منطقة "الكداح" الساحلية طُلب منه رصد تحركات قوات خفر السواحل، ثم انتقل بعد ذلك الى مدينة الخوخة لرصد المعلومات والتحركات العسكرية.وأشار الخائن منوبي أن والده قتل في قضية نزاع حول أرض وأوهمه الحوثيون انهم سيأخذون له بثأر أبيه؛ لافتا إلى أنه وقبل شهر من القاء القبض عليه أرسل معلومات عن إجتماع لقوات خفر السواحل، وفي اليوم الثاني ارسل معلومات عن مناطق انتشار افراد قوات خفر السواحل.وكما كان لجميع أعضاء الخلية مهام مؤذية تمس حياة المدنيين وتسرّب سرية التحركات العسكرية الهادفة إلى دفع الأذى عن المدنيين ومواجهة المليشيا الحوثية؛ فقد كان مصيرهم وأحد، حيث وقعوا جميعا في قبضة العيون الساهرة من رجال الأمن والاستخبارات الذي أطاحوا بأعضاء الخلية وأحبطوا أعمالهم بعملية دقيقة وناجحة.