أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية- عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي العميد صادق دويد، أن القوات المسلحة لها الدور الطليعي والمحوري في تفجير الثورة اليمنية، وأن الثورة بوصلة عمل القوات المسلحة.
وقال العميد الركن صادق دويد، في حوار مع صحيفة "26 سبتمبر"، بمناسبة عيد الثورة اليمنية- الـ61 لثورة 26 سبتمبر والـ60 لثورة 14 أكتوبر: "للمؤسسة العسكرية والمقاومة دور بطولي في مواجهة المشروع الحوثي الفارسي، وهي صمام أمان واستقرار الوطن، والاهتمام بمنتسبيها ضرورة حتمية".
وأضاف: إن القوات المسلحة، ومن خلفهم الشعب، لن يتنازلوا عن جمهوريتهم وثورتهم ومكتسباتها مهما كلفهم الأمر، مؤكداً أن معركة اليوم مع فلول الإمامة هي امتداد لمعارك ثورة اليمنيين 26 سبتمبر و14 أكتوبر، مشيراً إلى أن الثورة اليمنية ثورة قيمية تساوي وتستوعب الجميع إلا من خرج عن مسارها ووقف ضد أهدافها.. إلى التفاصيل:
وكالة "2 ديسمبر " الإخبارية تعيد نشر الحوار:تحل على شعبنا اليمني الذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر 1962، وشعبنا لا يزال يخوض معركته التحررية من الإمامة والاستعمار وأذنابهما، المتمثل بتنظيم جماعة الحوثي الإرهابي.. ماذا يعني هذا؟ هل يعني فشل الثوار في القضاء عليهما أم ماذا؟!
– الثورة اليمنية العظيمة ٢٦ سبتمبر لم تفشل؛ بل نجحت وكسرت قروناً من الخرافة والجهل والعنصرية، وما ارتداد الإمامة بثوب الحوثيين إلا النفَس الأخير لها وستنتهي وإلى الأبد، بإذن الله، وبعزيمة وإرادة الشعب اليمني، وبسالة أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وأبناء القبائل.
ثورة قِيَم
هل المعركة اليوم ضد كهنوت الإماميين الجدد، هي امتداد واستكمال لمعركة الثورة اليمنية (٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر) المجيدة؟
– بلا شك المعركة اليوم هي امتداد لمعارك ثورة اليمنيين ٢٦ سبتمبر، ١٤ أكتوبر، وما أشبه الثورة اليمنية بالثورة الفرنسية، ثورة القيم والحرية والمساواة.
التآمر على الثورة
بعد مضي ستة عقود ونيف من عمر النظام الجمهوري، أطلت الإمامة فجأة برأسها من جديد على المشهد والساحة اليمنية.. هل يعود هذا إلى المصالحة الوطنية المزعومة مع أذناب الإمامة حينها؟
– صحيح أن التآمر على الثورة اليمنية بدأ من وقت مبكر جداً للمصالحة مع الملكيين، فالثورة اليمنية هي في الأساس ثورة قيمية تساوي بين الجميع وتستوعب الجميع، إلا من خرج عن مسارها ووقف ضد أهدافها، والمصالحة كانت في وقتها إجراء سليماً، لكن الحوثي استغل تسامح الشعب اليمني وثورته، فخلع في البداية عباءة الإمامة، لتطل الإمامة برأسها من خلال الحوثي الإرهابي، وظل على ذلك ليعود مطلع العام 2002 بداية المجاهرة بالصرخة الملعونة بعباءة الإمامة من جديد، ويتضح من ذلك أنه في الأساس كان يضمر الشر والعداء للشعب اليمني وثورته السبتمبرية من وقت مبكر سبق المصالحة، ويتضح هذا من خلال خلعه من وقت مبكر عباءة انتسابه- حسب ادعائه الآن- وأنه ينحدر هو وبيت حميد الدين، من يحيى الرسي بن طباطبا، إلا أنه ظل متخفياً وراء الحوثية، بعدما ألحق نفسه إلى (الحوثي)، نسبة إلى منطقة (حوث) في محافظة عمران.
تحت سقف الثورة والجمهورية
لكن؛ اليوم ما دام والإمامة قد أطلت علينا برأسها ممثلة بالحوثيين- الإماميين الجدد- من جديد، فإن ذلك يجبرنا على أن نعيد حساباتنا وندرس أسباب عودتها لنتمكن من معالجتها.. ولا نحمّل المصالحة الوطنية وزر هي منه براء، لأن المصالحة تمت تحت سقف الجمهورية وأهداف الثورة اليمنية.
الشعب يزداد وعياً
لكن؛ يرى كثيرون أن مصالحة 1970 فُرضت على الجمهوريين، وبالتالي فتحت لأذناب الإمامة باب العودة إلى حكم اليمن ومقاسمة الجمهورين مناصفة في الحكومة، ألا ترى السيناريو ذاته يتكرر اليوم؟
– الشعب اليمني يزداد كل يوم وعياً، وقد ازداد وعياً عما كان عليه الحال من قبل، وأي مصالحة يجب أن تتضمن تجريم الدعوة للإمامة.
حروب اليمنيين بسبب الولاية
وإذا ما تكرر، هل يمكن أن تُعقد مصالحة اليوم مع أذناب الإمامة، تنظيم جماعة الحوثي الإرهابي (الإماميين الجدد)؟ وكيف سيكون مصيرها؟ وهل يمكن لأي مصالحة أن تنجح مع هؤلاء؟!
أس وأساس الحرب في اليمن وما سبقها من جولات الحروب الست مع جماعة الحوثي الظلامية، هي فكرة الولاية وادعاء الاصطفاء والحق الإلهي، ومن الحتمية تجريمها ومن يدعو إليها أو يعمل من أجلها.. لن يحل السلام في اليمن ما لم نحتكم للصندوق الانتخابي كخيار يحقق إرادة الشعب. وكما أسلفت، ثورة اليمنيين عظيمة.. ثورة قيم إنسانية، لا تستثني أحداً ولا تستهدف أحداً. الحوثيون إذا تركوا (مبدأ) فكرة الولاية واحتكموا لصندوق الاقتراع كخيار لا بديل عنه للوصول إلى السلطة وتركوا العنف والتزموا بالقانون والدستور، فنحن وهم إخوة ولهم ما لنا وعليهم ما علينا. أما إذا استمروا في غيهم، فلن يتنازل الشعب اليمني عن حقوقه المشروعة وعن دفاعه عن جمهوريته وثورته.
انتقامية الحوثي تشكل الوعي
بالطبع، جيل اليوم هو جيل جمهوري ولا يعرف عن الإمامة سوى الاسم، وفي مناسبة ذكرى اقتلاعها السنوية، كيف لهذا الجيل أن يواجه كهنوت الإمامة في ظل القصور في الوعي الجمعي؟!
– التجربة خير معلم، وممارسات الحوثي الانتقامية تجاه الشعب اليمني عامل قوي في خلق الوعي الجمعي وتشكيله ضد الشرذمة الضالة.
لكل ثورة عظيمة أعداء
تاريخ ثورة 26 سبتمبر لم يُكتب كما يجب، وبالتالي اعتوره كثير من التزوير، الأمر الذي عمل على تشويه ذاكرة الوعي الوطني.. فهل كان لأذناب الإمامة دور في خلق هذا التشوه..؟
– لكل ثورة عظيمة أعداء، والثورة اليمنية كغيرها انخرط جزء كبير من أعدائها فيها وعملوا على تشويهها واستهداف مبادئها السامية من الداخل.
معالجة الأخطاء
خلال السنوات الماضية، جرت بعض أعمال التوثيق للثورة.. لكنها كانت مناسباتية، وأيضاً رافقتها محاذير وحسابات النخب اليمنية، فضلاً عن التناقضات في تناولاتها للأحداث، وهذا بالطبع صرف جيل اليوم عن اهتمامه بالثورة.. هل يمكن لنخب اليوم معالجة هذا؟ وكيف يمكن ذلك؟
– من الضرورة معالجة ما رافق توثيق الثورة في الماضي من قصور، وما يقوم به الإماميون الجدد اليوم من جرائم ومعاقبة جماعية للشعب اليمني لها دورها في توضيح اختلالات الماضي.. نعم بالإمكان ذلك، لكن دون أن ننحرف، أثناء معالجة الاختلالات السابقة، عن أهداف وقيم الثورة اليمنية.
التوثيق للذاكرة
رغم أهمية الدراما والمسرحيات في عرض مآسي الإمامة وويلاتها على اليمن، إلا أن كتابة هذا النوع من التوثيق للذاكرة التاريخية غائبة، وإن وجدت فهي سطحية في تناولها لحقيقة وتفاصيل مآسي الإمامة المتوردة من غياهب الحقب المظلمة، تحاشياً أن يغضب هذا السلالي وذاك المدعي الهاشمية.. متى يغادر اليمنيين هذا التخندق المهلك؟
– هناك جرائم بشعة وفظيعة مورست بحق الشعب اليمني على مدى قرون، والتوثيق للذاكرة التاريخية بحاجة إلى الدراما التراجيدية، وما يُمارس اليوم ضد اليمنيين أشد وأظلم مما قد مورس من قِبل آبائهم وأجدادهم في الحقب الماضية.. وهذا يجعل الجميع أمام مسؤولية وطنية وتاريخية؛ فالمطلوب من الجميع (سياسيين وإعلاميين ومؤرخين وفنانين)، نقل الحقائق وصورة الواقع كما هو دون زيادة أو نقصان، لأن واقع الجماعة الحوثية ومشروعها الظلامي التدميري أبشع من أن يوصف.
يوم النور
بفضل الثورة، قُضي على الإمامة وثالوثها- الجهل والفقر والمرض- وبفضل الثورة كان التعليم ووجدت المدرسة والجامعة ومراكز الدراسات.. لكن المعيب أن المنارات التعليمية والعلمية لم تقم بدورها الصحيح في ترسيخ الثورة وأهدافها في وعي جيل الجمهورية.. كيف يمكن لنا تلافي ذلك اليوم؟
– 26 سبتمبر هو يوم النور الذي طمس قروناً من الظلام.. الارتداد الإمامي بصورته الحوثية اليوم، والجرائم واللصوصية التي تمارسها كفيلة بأن تدفع اليمنيين للتمسك بثورتهم العظيمة وأهدافها السامية ومكاسبها الكبيرة وترسيخ الوعي الجمعي للأجيال القادمة.
اليمنيون قادرون
الوعي الشعبي والجمعي بالثورة يتطلب عملاً وطنياً بعيداً عن المصالح الضيقة والحسابات السياسية الخاطئة، هل نحن قادرون على القيام بهذا الواجب المقدس؟
– بلا شك، اليمنيون قادرون على القيام بهذا الواجب المقدس، مطلوب منا جميعاً رمي خلافات الماضي وراء ظهورنا واستشعار المسؤولية الوطنية والتاريخية وسننتصر بإذن الله.
تفرق الجمهوريين
هب اليمنيون لمساندة والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. هل اليمنيون ما زالوا مصطفّين اليوم في معركة التصدي لمخلفات الإمامة؟
– نعم.
استطاع الشعب اليمني أن يقتلع الإمامة قبل ستين عاماً رغم قبضتها الحديدية وعزلها اليمنيين عن العالم، وقساوة الظروف مقارنة بالراهن.. لماذا عجز اليوم عن ذلك؟ وما السبب؟
– تفرُّق الجمهوريين، وهم الأغلبية الساحقة، وشتاتهم هو ما عزز موقف الإماميين، والجميع اليوم مطالبون بوحدة الصف والتلاحم أكثر من أي وقت مضى لدحر مخاطر المشروع الحوثي الإمامي المدعوم إيرانياً، الذي يتهدد يمننا وجمهوريتنا وثورتنا، والمنطقة برمتها، ويهدد طرق الملاحة الدولية.
الاستبداد والاستعمار هما السبب
ألا ترى معي أن غياب الثورة وأهدافها، بالتزامن مع عرض مآسي الإمامة، في المناهج التعليمية وبرامج المراكز البحثية، أدى إلى عدم الإدراك لتضحيات أجدادنا المناضلين في سبيل انتصار الثورة؟
– إلى حد كبير صحيح.
التحرر من الاستبداد والاستعمار أول أهداف ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. لماذا برأيك جعلها الثوار على رأس أهدافها؟
– الاستبداد والاستعمار هما سبب ما كانت عليه الأوضاع في اليمن من واقع مأساوي، والعائق الرئيس في التخلص من الظلم والجهل والفقر.
طوق نجاة لليمنيين
كيف يمكن العمل على ترسيخ وتعميق الولاء الوطني، والتمسك بأهداف الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر، وتحقيقها واقعاً ملموساً؟
– التوعية بأن الثورة اليمنية وأهدافها هي طوق النجاة لليمنيين ودونها الضياع.
مخلص الشعب من الغمة
برأيك ما الرد الحقيقي أمام محاولة الإماميين الجدد (الحوثيين) النيل من أهداف الثورة اليمنية النبيلة وطمس كل شيء يرتبط بها؟
– يدرك الشعب اليمني قيمة الثورة اليمنية بالنسبة لهم، ومهما حاول الحوثيون تشويهها أو العمل على طمسها، فلن يتمكنوا من ذلك، المقاومة لمشروعهم التخريبي في مناطق سيطرتهم والمناطق المحررة قوية والرد الأنسب هو التكاتف لتخليص الشعب من هذه الغمة ومشروعهم العنصري البائس.
الثورة بوصلة عملها
ما الذي تمثله الثورة اليمنية للقوات المسلحة؟
– الثورة تمثل بوصلة عمل للقوات المسلحة.
يقدّم أبطال القوات المسلحة تضحيات جسيمة دفاعاً عن الجمهورية وحماية المكتسبات الوطنية.. ما هي رسالتكم للأبطال المرابطين وهم يعيشون هذه المناسبة الخالدة؟
– نحيي كل جندي وصف وضابط في كل خندق من خنادق البطولة والشرف والكرامة، هم يدافعون عن الثورة والجمهورية.. كما نحيي أبناء القبائل والمقاومة الشعبية الذين هبوا لنصرة إخوانهم في القوات المسلحة، ونقول لهم: أنتم بتضحياتكم الجسيمة ودمائكم الطاهرة تصنعون التاريخ.
دور طليعي
كيف ترى دور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في تفجير ثورة 26 سبتمبر عام 1962، والدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري؟
– كان لهم الدور الطليعي والمحوري في تفجير الثورة والدفاع عن الجمهورية الفتية، وما يقدمه منتسبو القوات المسلحة والمقاومة الشعبية اليوم من تضحيات، وما يسطرونه من بطولات دفاعاً عن الثورة والجمهورية ومكتسباتهما، ما هي إلا امتداد لذلك الدور الطليعي.
حماة الثورة
القوات المسلحة تقع على عاتقها حماية الجمهورية ومكتسبات الثورة.. كيف تترجم ذلك على أرض المعركة اليوم؟
– بما تقوم به هذه المؤسسة الباسلة ومنتسبوها من دور بطولي في مواجهة المشروع الحوثي الإمامي السلالي الخبيث المدعوم إيرانياً، والدماء الزكية التي تسكبها على أرض اليمن دفاعاً عن الجمهورية ومكتسبات الثورة المجيدة.
المقاتل صمام أمان الوطن
من أبرز أهداف الثورة اليمنية، بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.. اليوم كيف يترجم هذا الهدف؟
– نؤكد على ضرورة الاهتمام بالمقاتل والمؤسسة العسكرية والمقاومة الشعبية، فهم صمام أمان واستقرار الوطن.
لن يتنازلوا عن جمهوريتهم
لوحظ في السنوات الأخيرة، حرص أبطال القوات المسلحة على إيقاد شعلة الثورة في مختلف الجبهات والميادين.. ما الدلالة؟
– لم يقتصر إيقاد الشعلة على أبطال القوات المسلحة رغم أنهم السباقون لذلك، ولكن ظهر هذا حتى في القرى والمدن ومنازل المواطنين، وكأننا في الأيام والسنوات الأولى لثورة 26 سبتمبر 1962، ودلالة ذلك واضحة؛ أن القوات المسلحة ومن خلفهم الشعب لن يتنازلوا عن جمهوريتهم وثورتهم ومكتسباتها مهما كلفهم الأمر. وأن ما يقوم به الإماميون الجدد من محاولات لعودة حقبة الكهنوت العنصري ما هو إلا عبث لن يتم.
مزوّرو النسب والتاريخ
التاريخ السلالي للإمامة وادعائها الانتساب لآل البيت، ما مدى صحة ذلك؟ وكيف يمكن تفسيره تاريخياً وعملياً؟
– لن أخوض في هذا الموضوع، رغم أن هؤلاء الادعياء معروف عنهم أنهم مزوّرون للنسب والتاريخ، وما أود التأكيد عليه هنا هو أن جوهر الرسالة السماوية ومحكم القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية جميعها جاءت للتأكيد على العدل والمساواة بين الناس في العبادة والتكليف في النصوص والأحكام في الحقوق والواجبات، وهو ما كفلته وأكدت عليه ثورة الـ26 من سبتمبر المباركة، تلك الثورة التي حققت لليمنيين المواطنة المتساوية ووضعتهم أمام القانون سواسية في الحقوق والواجبات، وجرّمت كل أشكال وأنواع التمييز والعنصرية.