الإرهاب الإيراني يحول البحر الأحمر إلى ساحة قلق دولي، في ظل ازدياد هجمات ذراعه في اليمن على السفن التجارية.
مليشيا الحوثي الإرهابية التي تتلقى الأوامر والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية الخاصة بهوية وموعد وصول السفن التجارية الدولية إلى البحر الأحمر من طهران، لا تتوانى بأن تكون تابعًا تجر الويلات على اليمن وتستجلب أساطيل العالم إلى المياه الإقليمية.
وفي تطور ينذر بتحرك دولي لوضع حد لقرصنة الحوثيين في البحر الأحمر، أعلنت المليشيا استهداف ناقلة نفط نرويجية، ما يكشف النية الإيرانية الساعية لعسكرة السواحل اليمنية وإبقاء اليمن تحت طائلة الأزمات المتتالية وساحة حرب لأطراف متعددة.
حُجة الحوثيين باستهداف المصالح الإسرائيلية، سرعان ما تكشفت رسميًا هذه المرة، حيث قال الرئيس التنفيذي للشركة المشغلة للناقلة النرويجية إستريندا؛ إنها كانت في طريقها إلى إيطاليا من ماليزيا لتسليم مواد خام متعلقة بالنفط، وأكد أنها أكملت طريقها نحو ميناء آمن.
هذه التطورات دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى البدء بتشكيل قوة مهام مشتركة من جنسيات متعددة لزيادة التنسيق مع القوات البحرية الإقليمية والردع ضد الأنشطة غير القانونية، حيث تشكل الهجمات الصاروخية الحوثية مصدر قلق كبير للتجارة العالمية، كما دعت واشنطن الحكومة الشرعية إلى أن تكون جزءًا من هذه القوة.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن واشنطن أعدت أهدافًا أولية تابعة لمليشيا الحوثي لضربها، في حال أمرت إدارة بايدن بشن ضربات تحد من تهديداتها على الملاحة الدولية.
الصحيفة نقلت- أيضًا- على لسان مسؤولين أمريكيين، أن قدرة الحوثيين على إيذاء إسرائيل محدودة للغاية، معتبرين أن الخطر الأكبر يكمن في كونهم أداة بيد النظام الإيراني، وبالتالي تشكيلهم لخطر فادح على سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
لم تدخل إيران بصفتها الرسمية في معترك الأزمة الحاصلة في المنطقة، إثر تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ لإدراكها العواقب والتبعات التي ستنتج عن أي ردة فعل، وتاليًا عدم رغبتها في تبديد مصالحها الدولية المنسجمة مع إبقاء المنطقة في حالة لهيب مستمر.