أظهرت صورة في مواقع التواصل الاجتماعي أعضاء الحكومة الحوثية السلالية غير المعترف بها دوليًا، يرتدون ملابس بدون ربطة العنق، في بروتوكول إيراني خميني اتخذته طهران في جميع دوائرها الرسمية الحكومية منذ العام 1979م.
في حقيقة الصورة لم تظهر حكومة مليشيا الحوثية منزوعة من ربطة العنق، بقدر ما أظهرتها مربوطة العنق جيدًا إلى طهران.
مراقبون اعتبروا هذه الخطوة الحوثية ذات مغزى سياسي واضح الترتيب وصريح الدلالة، أرادت المليشيا من خلاله التأكيد مجددًا على عمق وشمول انتمائها وتبعيتها إلى النظام الإيراني.
وعد المراقبون ذلك ضمن مخطط إيراني، عبر مليشياتها، لتطييف المجتمع اليمني وانتهاك هويته اليمنية والحضارية والجمهورية، واستبدالها بما أسمتها الهوية الإيمانية، التي تكرسها مراكزها الصيفية، وتستهدف تفخيخ عقول النشء والشباب وأدجلتهم بثقافتها المستوردة من طهران.
وتسير هذه المراكز الصيفية التفخيخية باتجاه وهدف واحد ومركزي، مفاده دعم مصالح إيران في تشييع المجتمع اليمني وتطييفه بعيدًا عن هويته الثقافية والتاريخية، الأمر الذي بدا واضحًا في خطابات زعيم المليشيا المتكررة، التي تشير إلى مشروع لتهيئة جيل جديد مؤدلج بخرافة ولاية الفقيه، يصبح ذخيرتها في حروبها العبثية في اليمن والمنطقة.
وتجسد صور أعضاء حكومة مليشيا الحوثي بدون ربطة العنق، وفق المراقبين، التبعية المطلقة لإيران، من جهة، ورسالة من قِبل ملالي طهران بأن صنعاء باتت بالفعل رابع عاصمة عربية بيدها، من جانب آخر.
ولعل اختيار الوقت لإظهار هذه الصورة لم يكن مصادفة ولا ميولًا من دون مدلول، بقدر اتصاله بما تشهده المنطقة من صراع وتقدم إيران خطوة إلى الأمام في إظهار مدى تحكمها في مناطق ذات جغرافيا استراتيجية مثل شمال اليمن وجنوب لبنان، وقدرتها على تهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر وخليج عدن بصواريخها وطائراتها المسيّرة التي تُطلق باسم الحوثيين.
وذهب المراقبون إلى أن الحاكم العسكري لإيران في صنعاء شهلائي، هو من رتب لهذه الصورة التي تُظهر حكومة مليشيا الحوثي كما لو أنها تؤدي اليمن الدستورية أمام المرشد الإيراني خامنئي.
وشيئًا فشيئًا، بدأت مليشيا الحوثي في إحلال الثقافة الإيرانية محل اليمنية بما في ذلك إقامة الحسينيات والفعاليات الطائفية، كما لم تُخفِ ضمنيًا تبعيتها لإيران وإن حاولت إصباغ ذلك بصبغة ما تطلق عليه محور المقاومة.