في ظل تجاهل تام ومؤلم من قِبل مليشيا الحوثي الإيرانية، تكشفت الفاجعة على مشاهد مؤلمة لضحايا عُثر عليهم تحت الأنقاض غالبيتهم من الأطفال والنساء، ودمار كبير بالمنازل والمحال التجارية؛ نتيجة سيول الأمطار وما صاحبها من انهيارات أرضية في منطقة ملحان- محافظة المحويت المنكوبة بسيطرة المليشيا الإرهابية.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مشهدًا لانتشال أم من تحت الأنقاض وهي تحتضن طفلها لتقيه من أحجار المنزل الذي تهاوى على رؤوس أفراد الأسرة.
وبينما لم تصل أي فِرق إغاثة إلى العُزل المنكوبة في ملحان، ادعت مليشيات الحوثي تسييرها.. يواصل الأهالي- بجهود ذاتية- البحث عن أحياء بين الأنقاض المطمورة، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 39 وسط مؤشرات بتزايد أعدادهم خلال الساعات القادمة، علاوة على تهدم أكثر من 200 منزل.
بقاء جثامين الضحايا تحت الأنقاض بعد ٤٨ ساعة من وقوع الكارثة، يكشف استهتار مليشيا الحوثي الإرهابية بأرواح الضحايا، وعدم اكتراثها بما لحق بهم، وتجاهلها تقديم أي مبادرات إنقاذية، في الوقت الذي يواصل مشرفوها في القرى المجاورة للمنطقة المنكوبة عملية تحصيل الجبايات لإحياء فعالية ما تسميها المولد النبوي.
وأدان ناشطون ومواطنون هذا السلوك الحوثي الهمجي، مؤكدين أنه امتداد لنهج أسلافهم الإماميين الطغاة في استحقارهم لليمنيين واستهانتهم بأرواحهم التي تتناوشها النكبات والأوبئة.
ولفت الناشطون إلى أن موقف مليشيا الحوثي هذا، يعيد التذكير بتصرفات الإماميين القدماء مع نكبات اليمنيين، كما حدث حين انتشر وباء فتاك ومجاعة وحشية في محافظة إب، حيث طالب الناس حينها الحسن بن الإمام يحيى وكان أميرًا على المدينة، بالتدخل وعدم ترك الناس يموتون بطريقة بشعة أمام دار الحكومة، فرد عليهم قائلًا: "إن الذين يموتون كانوا لا يُصلّون"، وأمر بصرف الكفن "لمن تثبت مواظبته على الصلاة".