تستمر حالة الفوضى التي تديرها مليشيا الحوثي بمطار صنعاء الدولي في فضح تجاهلها لمعايير الطيران الدولية وسلامة المسافرين، لتأتي الحوادث الأخيرة، بما في ذلك منع رحلة جوية من الهبوط في مطار عمان بالأمس بسبب عدم الحصول على التصاريح، ووصول الركاب بدون أمتعتهم، لتؤكد على سلوك المليشيا العبثي.
بعد أن كان مطار صنعاء رمزاً لاتصال اليمن بالعالم قبل الانقلاب، تحوّل اليوم تحت سيطرة المليشيا الإرهابية إلى منطلق للفوضى، يعكس اللامبالاة الحوثية التامة بالقوانين الدولية، ويبرز مدى عجز المليشيا عن إدارة المؤسسات والتناغم مع العالم، والالتزام بالقوانين والمبادئ التي تُنظم الأنشطة العابرة للحدود، بما في ذلك الرحلات الجوية بين الدول.
وفقاً لمختصين في الملاحة الجوية، فإن الانتهاكات المتكررة لقواعد الطيران الدولية من قبل مليشيا الحوثي، مثل تشغيل الرحلات الجوية دون الحصول على التصاريح اللازمة، لا تنعكس على إلغاء الرحلات وتعطيل مصالح المسافرين فحسب، بل تشوّه سمعة الخطوط الجوية اليمنية في مجتمع الطيران العالمي.
وتدلل هذه التصرفات على وجود نية حوثية للإضرار بالناقل الوطني الذي خدم اليمنيين طيلة سنوات الحرب وامتثل لكل القوانين الدولية قبل أن تختطف المليشيا 4 من طائرات الأسطول وتفتح الباب على مصراعيه للتجاوزات وكسر القواعد والقوانين المنظمة لحركة الطيران على مستوى العالم عبر هذا العبث الواضح.
وتشير هذه الإجراءات إلى نمط أوسع من سوء إدارة الحوثيين لكل المؤسسات الواقعة في مناطق سيطرتهم، حاليا لا تستطيع المليشيا إدارة وتنظيم رحلتين جويتين لا غير من مطار صنعاء، فماذا لو كان المطار مفتوحاً لوجهات متعددة؟ إذ تشير المصادر إلى أن السلوك العبثي للمليشيا قوّض توسيع الوجهات، حتى تلك التي كانت مُقرة مسبقا إلى مصر والهند، لعدم ثقة السلطات في هذه البلدان بالتزام المليشيا الإرهابية بالقوانين والقواعد التي تنظم حركة الملاحة الجوية.
سلوك الحوثيين في إدارة مطار صنعاء وتحويله إلى بؤرة للفوضى تؤكد مصادر متطابقة أنه ترجمة عملية لماهية العصابة الحوثية، التي تعتقد أن العالم يدير شؤونه عن طريق الفوضى؛ لكن المليشيا التي لا تستطيع، ولا يمكن أن تتحول إلى دولة، تعيد تعريف نفسها في كل تصرف أنها مجرد مليشيا جاءت لتدمير الدولة والمجتمع على حد سواء.