بين نكبتين: مليشيا الحوثي وكوارث سيول الأمطار، هكذا وجد أهالي قرى مديرية ملحان التي اجتاحتها السيول الغزيرة قبل أسابيع، وخلفت قتلى وجرحى ودمارًا هائلًا ومعاناة مضاعفة خاصة مع انقطاع المنافذ المؤدية لتلك القرى، ما جعلهم يتجرعون مرارة حصار خانق.. وفي ظل تنصل المليشيا المشغولة بعمليات النهب والتجويع، وتخليها عن القيام بدورها في إنقاذهم وإصلاح ما دمرته السيول، اضطروا للملمة جراحهم والاعتماد على أنفسهم في شق الطرقات بأيديهم.
هذا ما أظهرته مشاهد مؤلمة تداولها رواد وسائل التواصل الاجتماعي، لأهالي قرية القبلة في مديرية ملحان، وهم يشقون الطريق التي تُعد المنفذ الوحيد إلى القرية، بعد أن تركتهم مليشيا الحوثي دون مساعدة سواء أثناء نكبة السيول أو حين أُطبق عليهم الحصار.
ووفق مصادر محلية، فقد تجاهلت المليشيا نداءات الأهالي لإعادة شق الطريق، وما نتج عنها من انقطاع المواد الغذائية والطبية عن أهالي القرية، ما اضطرهم إلى جلب المواد الغذائية على أكتافهم ورؤوس النساء.
وكشفت المصادر زيف مزاعم مليشيا الحوثي وادعاءاتها تقديم المساعدات لإنقاذ أهالي قرى ملحان، وأشارت إلى أن اللجان التي أعلنت سلطات الحوثي تشكيلها لا وجود لها في أرض الواقع.. موضحة أنها لم تدخل القرية، وتقيم في منطقة الولجة التابعة لعزلة "المعازبة"، ومن هناك تنشر الصور التي تُرسل إليها من الأهالي، ويتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي زاعمة أنهم وصلوا المنطقة.
وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية تركت المتضررين في قرى ملحان معزولين عن العالم يعانون الجوع والخوف؛ لا دواء، لا غذاء، حتى ربع كيلو دقيق لا يصل إلى القرية ويعيش السكان في حصار، الأمر الذي دفع الأهالي إلى شق الطرقات بأيديهم وإنقاذ أنفسهم.
ما أظهرته الصور وأكدته المصادر في ملحان ، يوازي ما يحدث في بقية المناطق التي أضافت كوارث السيول نكبة إلى نكبات أهاليها بسيطرة مليشيا الحوثي التابعة لإيران، التي تكشف ممارساتها بحق الأهالي ما تكنه من حقد على الشعب اليمني، الذي تسعى إلى تجويعه وتركيعه وقتله، وإغراقه في الجهل والفقر والمرض.