تترسخ فكرة المشروع الحوثي العنصري على ركيزة أساسية تتمثل في النظرة الدونية لليمنيين؛ فكل يمني خارج الدائرة الطائفية السلالية الضيقة للمليشيا تنظر إليه بازدراء واستعلائية ولا تتردد عن التعامل معه بأشكال مختلفة من الامتهان، وفق السلوك العنصري والنظرة الاستعلائية لهذه الجماعة التي تعتقد بأحقيتها في تملك رقاب الناس بتفويض إلهي.
وأثار مقطع فيديو صادم، وزعته وسائل إعلام تابعة للمليشيا الإرهابية، موجة من الغضب والاستياء في أوساط اليمنيين، يظهر فيه موظفون من الهيئة العامة للأدوية وهم مجبرون على الزحف على بطونهم، بينما يقف مجموعة من القادة الحوثيين السلاليين لمتابعة هذا المشهد القاسي، الذي يكشفُ مستوى مروع من الامتهان للناس.
وعلّق ناشطون وصحفيون على المقطع المتداول، واصفين إياه بـ"الاعتداء على الكرامة" والـ"إمعان في امتهان الموظفين" الذين تسطو المليشيا على رواتبهم منذ نحو تسع سنوات، في الوقت الذي تواصل حشدهم بالإكراه للمشاركة في فعالياتها الطائفية وأنشطتها الأخرى.
وعبّر الناشط أحمد الفهيمي عن أسفه أن "يصل حال الموظفين المدنيين إلى هذه الدرجة من الانكسار"، في حين وصف الصحفي سمير الصلاحي هذا السلوك بـ"العبودية والاستعباد"، لافتًا إلى أن هؤلاء الموظفين الذين يتعرضون للإهانة جميعهم "دكاترة وأطباء في الهيئة العليا للأدوية".
ويأسف عبدالعزيز الكميم للحال الذي أوصلت إليه مليشيا الحوثي موظفي الدولة، مشيرًا إلى أن الحوثيين "أهانوا وأذلوا الناس وجعلوهم مسخرة وأضحوكة"؛ بينما يرى محمد أحمد، في تدوينة على فيسبوك، أن ما يحدث إهانة للموظفين "والمصيبة أن من يتفرج عليهم ويتحكم بهم لا يحمل شهادة ابتدائية".
وتتعمد مليشيا "إمعان الإهانة بالشعب"، وفقًا لعُمر النهمي، الذي أكد أن ما يظهر للعلن ليس سوى النزر اليسير من حجم الانتهاكات والممارسات القمعية للمليشيا ضد الموظفين والمواطنين على حدٍ سواء، والتي تأخذ دائمًا طابع امتهان الكرامة انطلاقًا من النظرة الدونية التي ترى بها المليشيا اليمنيين ممن ليسوا في فلكها السلالي.
ويعيش مئات آلاف الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية قاهرة؛ نظرًا لاستمرارها في مصادرة رواتبهم وإجبارهم على العمل بالسخرة وإكراههم على التفاعل مع أنشطتها ودوراتها الطائفية، في ظل ملاحقة كل من يرفض الامتثال لأوامر مشرفي المليشيا الإرهابية.