عشرون يومًا مضت على كارثة الفيضانات التي اجتاحت مديرية ملحان في المحويت، تاركة آلاف السكان بلا مأوى في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، فبعد أن جرفت السيول منازلهم وممتلكاتهم، يعيش الناجون في العراء دون أن يجدوا من يمد لهم يد العون، وسط غياب تام للإغاثة والمساعدات.
وأفادت مصادر حقوقية أن الآلاف من المنكوبين في ملحان "لا يزالون عالقين ومشردين ومغيبين" ومقطوعين عن العالم، ولم تصلهم المساعدات حتى اليوم رغم حجم الضرر الذي لحق بهم؛ بفقدانهم منازلهم بكامل محتوياتها بما في ذلك الغذاء ووسائل الإيواء والملابس.
وذكرت المصادر أن مناطق "المدوار، القرانة، البراعية، بني شائع، حوره، المحراس، والشرفي" في عزلة "القبلة" يعيش الآلاف من سكانها في أوضاعٍ مزرية.. مشيرة إلى أن المليشيا الحوثية تجاهلت مناشداتهم المتكررة ولم تسمح حتى للمنظمات بتوسيع أنشطتها الطارئة في تلك المناطق المنكوبة.
ويقول سكان محليون وراصدون؛ إن المليشيا شكلت لجانًا لما أسمته "إدارة الأزمة" في المناطق المنكوبة؛ غير أن هذه اللجان منعت المنظمات الإنسانية والمبادرات المجتمعية من المناطق المجاورة، من مزاولة أي أنشطة إغاثية للتخفيف من وطأة الكارثة التي حلّت بأهالي المديرية.
وتشترط اللجان الحوثية على المنظمات والمتطوعين تسليم أي مساعدات- سواء غذائية أو نقدية- إليها، إلا أن أهالي المديريات المتضامنة رفضوا تسليم المليشيا ما كانوا يعدونه من قوافل غوث لتقديمها للمنكوبين خشية أن تقوم بنهبها وحرمان المستحقين منها كما يحدث باستمرار.
وكان سكان من مديريات بني سعد، القناوص، ومعين، في المحويت والحديدة وصنعاء، سيروا قوافل إغاثية في إطار التضامن مع المنكوبين ومساعدتهم على تخطي الكارثة؛ إلا أن اللجان الحوثية تلقفت هذه القوافل وقامت بتوزيعها بشكل غير عادل بهدف كسب الولاءات، ما جعل آلاف المنكوبين محرومين من أبسط أشكال المساعدة حتى اليوم.
ورغم الاستعراض الحوثي لاستغلال الكارثة دعائيًا، بما في ذلك تصوير مشاهد لتقديم "مساعدات" بطائرة مروحية؛ غير أن الواقع في المديرية يبدو مأساويًا للغاية، حيث جميع الأسر التي فقدت منازلها مشردة في العراء، بينما الأغلب منها لم تتلقّ حتى المساعدات الغذائية الطارئة.
ووفقًا لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أسفرت السيول التي شهدتها مديرية "ملحان" أواخر أغسطس الفائت، عن مقتل 43 شخصًا، وتدمير 800 مأوى خلال يوم واحد، وقطع الطرقات عن 8 آلاف أسرة ونزوح عشرات الأسر.