أشاد وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، بالجهود المبذولة لتوثيق جريمة إعدام مليشيا الحوثي الإرهابية تسعة من أبناء تهامة علنًا.. مؤكدًا أن كتاب "وصايا الخلود"، الذي تم إشهاره بالتزامن مع الذكرى الثالثة للجريمة، ينبغي أن يصل إلى كل أبناء تهامة خاصة، وإلى كل أحرار اليمن.
وقال القديمي: كتاب وصايا الخلود يتضمن رصدًا توثيقيًّا دقيقًا للجريمة المأساة، بدءًا من عملية الاعتقال التعسفية والإخفاء القسري، مرورًا بجرائم التعذيب التي تعرض لها الضحايا من أبناء تهامة، ومسرحية المحاكمة الصورية المزعومة، وصولًا إلى الإعدام العلني، بذريعة التخابر مع قوات الشرعية والتحالف العربي المساند لها، وذلك في عملية مقتل الهالك صالح الصماد.
كما أكد أن الجريمة، وكل جرائم مليشيا الحوثي الإيرانية بحق أبناء تهامة لن تسقط بالتقادم ولا بد من يوم القصاص.
واحتضنت مدينة الخوخة- العاصمة الإدارية المؤقتة لمحافظة الحديدة- أمس الأربعاء، حفل إشهار كتاب "وصايا الخلود" الصادر عن وكالة "2 ديسمبر" الإخبارية، وإعداد الكاتب والباحث أنيس ياسين القدسي، والذي يوثق تفاصيل جريمة القتل الجماعية لعشرة يمنيين من أبناء تهامة، أحدهم مات تحت التعذيب داخل السجن فيما أصدرت مليشيا الحوثي الإيرانية أمرًا بإعدام تسعة منهم علنًا في ميدان التحرير في العاصمة المختطفة صنعاء، بعد أن اعتقلتهم ومارست في حقهم شتى أنواع التعذيب، وأقامت لهم مسرحية محاكمة صورية غابت فيها كل قيم العدالة، وتجاوز القائمون عليها كل التشريعات النافذة، كما تجاوزوا شرائع الله وكل القيم الإنسانية لتسويغ جريمة القتل التي اقترفوها ظلمًا بحق المتهمين في سبتمبر 2021.
ويقدّم الكتاب رصدًا توثيقيًّا لمحطات الإجرام، وتحليلًا موضوعيًّا لمحتويات وثائق وإجراءات الاعتقال والتعذيب والمحاكمة الصورية، وشهادات وإفادات قانونية من حقوقيين ومحامين ومختصين قانونيين تابعوا تفاصيل الجريمة وما صاحبها من انتهاكات طالت الضحايا وأهاليهم وأسرهم، وانتهكت كافة القوانين والمواثيق الوطنية والدولية، وافتقرت لأبسط معايير العدالة وشروط التحقيق والمحاكمات المتعارف عليها.
ويتضمن الكتاب- أيضًا- خلاصة المواقف والآراء التي تقدّم بها محامو الدفاع، إلى جانب ردود الأفعال الشعبية والرسمية والحقوقية- اليمنية والعربية والدولية- التي أدانت واستنكرت هذه الجريمة الشنعاء ومرتكبيها، واعتبرتها من الجرائم ضد الإنسانية.
وإضافة إلى الرصد والتقارير الحقوقية والبيانات التي عبّرت عن مواقف وردود الأفعال تجاه هذه الجريمة، تضمن الكتاب مجموعةً من الرسائل والوصايا والخواطر، التي تم العثور عليها مما كتبه الضحايا ودونوه في قصاصات وأوراق خاصة وهم في معتقلاتهم، خصوصًا في مرحلة ما قبل الإعدام، أو أثناء المحاكمة المزعومة، ومن بين هذه الوثائق بعض الوصايا التي كتبها الضحايا الشهداء قبيل تنفيذ جريمة إعدامهم ظُلمًا، وتضمنت بعض التفاصيل عما تعرضوا له من ظلم وتعذيب وجرائم وانتهاكات لا حد لها ولا عد.. ومن أهمها خواطر وقصاصات ومراسلات كتبها أصغر الشهداء العشرة، وهو الشهيد الطفل عبدالعزيز الأسود، الذي كتب من معتقله السري عدة مقطوعات نثرية ومحاولات شعرية، ورسائل خاصة لوالده ووالدته وأقاربه، تضمنت ترجمة لجانب من معاناة الشهيد؛ فضلًا عن وصايا رفاقه التي خطوها في الساعات الأخيرة قبيل تنفيذ الجريمة بحقهم.
الكتاب- المكون من 190 صفحة من القطع المتوسط- قسمه الباحث إلى أربعة فصول وملحق وثائقي حملت العناوين:
- مذبحة 18 سبتمبر 2021 الحوثية.
- متوالية من الجرائم سبقت المذبحة.
- وصايا الخلود للشهيد عبدالعزيز الأسود ورفاقه.
- جانب من ردود الأفعال الرسمية والشعبية اليمنية والعربية الدولية بعد المذبحة.
- ملحق بأهم الوثائق والصور.كتاب "وصايا الخلود"، بما فيه من توثيق حصيف وطرح موضوعي وقراءة ناضجة، يُعد محكمة قائمة بذاتها؛ إذ حوى بين طياته محاكمة مهنية حقوقية تاريخية أخلاقية وإنسانية، لجريمة تُعري الوجه القميء لهذه المليشيا الإجرامية، التي تجردت من كل قيم الإنسانية.. ما يجعله وثيقةً تاريخية ومرجعًا لكل الباحثين والدارسين، وكذا لأجيال الحاضر والمستقبل، وإدانة كاملة لمليشيا الكهنوت السلالي الإرهابي، التي يجب ألّا تسقط جرائمها في حق اليمن واليمنيين بالتقادم.