تحتفي مصر والشعوب العربية، اليوم الأحد، بالذكرى الـ51 لحرب أكتوبر المجيدة، التي سطّر فيها الجيش المصري تاريخًا جديدًا للمعارك، بمساندة عربية من بينها اليمن، حيث أقدمت لأول مرة على إغلاق سواحلها أمام السفن الإسرائيلية وفرضت حصارًا بحريًا خانقًا على الكيان الإسرائيلي.
فبحسب "القاهرة نيوز"، كانت السواحل اليمنية خلال حرب أكتوبر تشهد أول عملية إغلاق بحري أمام السفن الإسرائيلية وتلك الداعمة لها في باب المندب، ليتعرض كيان الاحتلال لأول حصار بحري في تاريخه، الأمر الذي دفع رئيسة الوزراء الإسرائيلية، حينها، جولدا مائير للقيام بجولة "استغاثة" مكوكية إلى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، والتي لبّتها الأخيرة بتهديد اليمن ومصر بأنها "ستحرّك أسطولها الرابع-الأسطول البحري العسكري- لرفع الحظر والحصار عن تل أبيب"، دون أن يتم الإعلان عن ذلك.
وفي خضم ذلك، وبعملية استخباراتية مصرية- يمنية مشتركة، توجهت المدمرات المصرية "سكوري" من ميناء بور سعيد إلى المحيط الهندي بذريعة حاجتها لإعادة ترميم وضرورة التوجه إلى باكستان لإجراء الإصلاحات اللازمة.
إلا أن هذا السرب توقف في ميناء عدن بناءً على تنسيق مسبق مع رئيس الشطر الجنوبي لليمن حينها سالم رُبيّع، الذي أكد وقتها أنه سيقدم كل ما يلزم لتستطيع هذه المدمرات البقاء أكثر من 7 أشهر في حالة جهوزية تامة لتنفيذ عملية الإغلاق التام لباب المندب ومنع الإمدادات النفطية إلى كيان الاحتلال، إضافة إلى منع السفن التجارية من وإلى أفريقيا وأوروبا من الوصول إلى ميناء إيلات.
وبغطاء استخباراتي ضخم، تمت العملية بنجاح، أكثر من نصف مليون كيلو متر ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض كانت ضمن الغطاء العملياتي في تلك الفترة.
حيث وثقت مصادر تاريخية أن القوات اليمنية في باب المندب اعترضت وأجرت عملية تفتيش لأكثر من 200 سفينة من بينها سفن حربية أمريكية (Charles Adams) ما بين جزيرتي "بريم" و"جبل الطير".
كان قرار اليمن إغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية، يأتي كجزء من استراتيجية عسكرية تهدف إلى الضغط على الكيان الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر في عام 1973، ويهدف إلى عزل إسرائيل بحريًا ومنع وصول الإمدادات العسكرية إليها.
وكان لهذا الإسناد اليمني كإجراء مدعوم من قِبل الدول العربية الأخرى، مساهمة جليلة في دعم القوات المصرية والسورية في معركتهم ضد إسرائيل واعتبر نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي.
ويأتي هذا المشهد التاريخي البطولي لليمن، ليكشف زيف ادعاءات مليشيا الحوثي في استهدافها السفن التجارية بالصواريخ البالستية والطيران المسير في البحر الأحمر وخليج عدن، دون أي منافع في دعم غزة، بل تسببت في أضرار كبيرة للاقتصاد المصري وللشعب اليمني .. وتأكيدًا أنه يأتي ضمن مخطط إيراني لعسكرة البحر الأحمر ومحاولة الهيمنة على المنطقة.
وبالنظر إلى نتائج الإرهاب الحوثي الإيراني الذي يأتي تنفيذا لمخطط إيران لعسكرة البحر الأحمر نجد أنه كان له الأثر السلبي الكبير على قناة السويس وحرمان مصر من 50 في المئة من إيرادات القناة، حيث تشير التصريحات الرسمية إلى أنها خسرت ستة مليارات دولار حتى اليوم، فيما لم يكن لها تأثير يُذكر على الجانب الإسرائيلي.