تعكف المليشيا الحوثية الإرهابية، منذ انقلابها على الدولة قبل نحو عقد، على تعميق مشروعها الطائفي بتشويه المناهج الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها بهدف تجييش الأطفال خلف معتقدات واهية؛ لكن ورغم مرور سنوات على هذه المحاولات، اصطدمت المليشيا بحالة من الرفض الشعبي، حيث يجدد اليمنيون التزامهم بهويتهم الوطنية باستمرار، رافضين التوجهات الطائفية التي تسعى المليشيا إلى ترسيخها.
وتسعى المليشيا الحوثية الإرهابية بمختلف الوسائل لتدمير العملية التعليمية في اليمن، مستخدمة المناهج الدراسية كمدخل لتحقيق أهدافها الطائفية؛ إذ عمدت وبتوجيهات مباشرة من زعيمها عبدالملك الحوثي، إلى تحريف المناهج وتشويه الحقائق التاريخية وإلغاء الأحداث والمحطات الوطنية من المناهج، وذلك بغرض غسل أدمغة الشباب وتأصيل أفكار الكراهية والطائفية، بعيدًا عن القيم والمبادئ اليمنية الأصيلة.
وفي خطوةٍ جديدةٍ لتكريس الفكر الطائفي في عقول الطلاب، أضافت المليشيا الحوثية مادةً تعليمية جديدة تحمل اسم "الإرشاد التربوي" إلى المناهج الدراسية، وقد فرضتها على جميع المراحل الدراسية، بدءًا من الابتدائي وحتى الثانوي، الأمر الذي أثار رفضًا واسعًا لدى الطلاب وأهاليهم، كما أثار مخاوف لدى مراقبين من خطورة هذه الخطوة على مستقبل الأجيال، الذين تحرص مليشيا الحوثي على استهدافهم فكريًا لتحويلهم إلى جيش من المتطرفين وغلاة الفكر.
وتُستخدم المادة الدراسية الجديدة، التي فرضتها المليشيا الحوثية، كأداة لتعبئة الطلاب طائفيًا، وذلك من خلال تضمينها كتابات مؤسس المليشيا، الإرهابي الهالك حُسين بدر الدين الحوثي، وزعيمها الحالي شقيقه عبدالملك، هادفة إلى إضفاء تقديس شخصي لهما، وترويج أفكار طائفية متطرفة، بعيدًا عن المنهج العلمي والمعايير التربوية السليمة.
وكان التقرير الأخير الصادر عن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن، قد كشف عن حملة ممنهجة للحوثيين استهدفت قطاع التعليم في اليمن، تضمنت- بالإضافة إلى تحريف المناهج الدراسية بشكل يخدم أجندتهم الطائفية- ممارسات أخرى كنهب رواتب المعلمين، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، واختطاف الكوادر التعليمية، مع تورط حزب الله اللبناني في تقديم الدعم الاستشاري للحوثيين في هذا المجال، حيث ساهم في مراجعة المناهج وتنظيم المخيمات الصيفية التي روّجت للكراهية والتطرف.
ومنذ سنوات، تعمل مليشيا الحوثي الإرهابية- بصمت- على إعادة هندسة عقول الأجيال القادمة لتحويلها إلى قنابل موقوتة، عبر التلاعب بالمناهج الدراسية، إذ تسعى بخطوات مدروسة إلى زرع بذور الطائفية والكراهية في نفوس الطلاب، وحذف كل ما من شأنه أن يعزز الهوية الوطنية، وذلك في محاولة يائسة لتدجين المجتمع وتوجيهه نحو أجندتها الضيقة.